رواية اليهودي الحالي للكاتب اليمني علي المقري فوجئت بها حقاَ فهي أول رواية تتناول الصراع الاسلامي اليهودي بهذا العمق والجرأة فهي تسرد تفاصيل الخلاف بين المسلمين واليهود حول فلسطين والقدس من خلال واقعهم في اليمن والنظرة المحتقرة من كل طرف للطرف الآخر وكيف تعرض اليهود للنفي والتهجير من اليمن في القرن السابع عشر بصورة ينقلها الكاتب من التاريخ، رغم أن الرواية ليست كلها تاريخية.. وفي النهاية الطرفان يقفان ضد الحب والتسامح والتعايش الذي يقوم به متمردون رائعون من اليهود والمسلمين.. أظن أن الرواية تدعو لأن نعيد النظر في علاقتنا باليهود ونكف عن النظرة الاحتقارية تجاههم كما تدعو اليهود للاعتراف بناونبذ الرؤية المتعصبة... حقا إنها رواية رائعة لم يسبق أن قرأت رواية عربية بهذا المستوى من الدقة في السرد والبناء الفني وعمق الفكرة وتفاصيل بناء الشخصيات و بما تقدمه من شخصيات متسامحة من الديانتين برؤية عميقة غير منحازة، ويكفي ذلك الحب الرائع بين فاطمة المسلمة وسالم اليهودي رغم أنهما لم يغيرا ديانتهما