الحاكم بأمرالله
- 03/11/29
لقد بحثت في مصادر كثيرة عن سيرة وتاريخ الحاكم بأمرالله , وأصابني الذهول أمام ما قرأته , فالكتّاب العرب وخاصة المسلمين منهم لم يبخلوا بأي صفة رذيلة إلا وألصقوها به على عكس المصادر الغير عربية التي تتطرق إلى كل جوانب حكمه وشخصيته , لقد كان الحاكم قاسياً فعلا ولكن في نصرة الحق وتطبيق الشريعة الإسلامية , منع العبودية كما منعها جده رسول الله , ومنع الخمر والغش والدعارة والسرقة وكلها ممنوعة في الشريعة , ومنع الملوخية والجرجير لأن الناس كانت تأكلها خضراء وتصاب بدودة البلهارسيا التي كانت تضع بيوضها على أوراق هذه النباتات , ويروى أنه منع أهل مصر من الحج في إحدى السنين وقال لهم: إنكم ترتكبون كل ما يغيض الله ربكم وتذهبون إلى البيت الحرام ليغفر الله لكم ثم تعودون إلى ماكنتم عليه قبل ذهابكم, من ارتكب منكم المعاصي فلا غفران له بعد اليوم وسيحملها معه يوم يقف أمام ربه.... , ولكنه تراجع عن قراره وسمح بالحج . فلو نظرنا نظرة كلية إلى الحاكم لوجدنا بأن محاسنه تفوق سيئاته , والدولة الفاطمية بلغت أوج عظمتها في عصره , ثم بدأت بالإنهيار بعد موته, وكم نحن بحاجة اليوم إلى حاكم مثله يعيد للأمة هيبتها واستقامتها ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر, ويضرب رقاب الفاسدين واللصوص والمتآمرين والمنافقين في قاهرة المعز وسائر بلاد المسلمين.