تسجيل دخول

جزيرة النسانيس

لـ محمد سعيد العريان

(0) التعليقات: 0 المرتبة: 320,575

7.00$

الكمية:

شحن مخفض

تاريخ النشر: 01/01/2020

الناشر: دار مبدعون للنشر والتوزيع

النوع: ورقي غلاف عادي

نبذة 9RW3PvAMz2الناشر:مرت السنون وشب سندباد بلا أب ولا أم .. فقد خرج أبوه فى رحلة من رحلاته التجارية، على أن يعود بعد بضعة أسابيع.. ومضت الأيام ولم يعد الأب. أما أمه فقد ماتت بعد مولده بأيام، حزنا على فراق أبيه الذي لا يدرى أن الله قد رزقه ابنا.
عاش سندباد سعيدا بين ...عمته "مشيرة" وأخته "قمر زاد" وكلبه "نمرود" فلما كبر كشفت له عمته ما كان من شأن أبيه "شهبندر" فصمم على الرحيل للبحث عنه ليعرف أخباره فأهد العدة وقام بعدة رحلات بحثا عنه، طاف في بلدان كثيرة، تعرف فيها على أناس لاقى منهم الصديق والعدو. وصادفته أزمات ومتاعب، وتعلم منها الكثير عرف طباع شعوب وسمع الكثير عن أخبار أبيه.
وفى أخر رحلاته صاحب مجموعة على ظهر سفينة رست على أحد الموانئ فأقام فى فندق تعرض فيه لمصائب، وعرف بعدها السر وراء هذه المصائب، وهو اختفاء كنز عظيم القيمة يغرى صاحب المطامع بالجريمة.
وعندما تهيأت الظروف لسندباد وعثر على الكنز. سرقه لصان.. ولاقى سندباد في سبيله الموت غرقا.. فأنقذه رفاقه الذين كانوا معه على ظهر السفينة، وعلموا منه القصة فقرر الشيخ مساعدته للحصول عليه. قال سندباد : قضينا نهارنا كله على شاطئ البحر؛ فلما غربت الشمس أشار الشيخ إلىّ لأتبعه، فتركت أبا الإسعاد مع حنظل وتبعتُ الشيخ؛ فلما صرنا بعيدين عنهما قال لى: اجلس أحدثك يا سندبا. ثم مال علىَّ وهو يقول باسمًا: أنت شابً مُسعْدَ يا سندباد، فسكون ذلك الكنز بين يديك بعد ساعات، لا يشاركك فيه أحد من أولئك الطامعين الخونة؛ جزاء إخلاصك وصبرك! فاستعجبت وقلت: لقد غاص ذلك الكنز في الماء كما سمعت فمن أين أحصل عليه ؟ وكيف يصير بين يدىّ ؟ قال : انتظر وسترى …
وكان الليل قد بدأ يزحف، فنظر الشيخ نحو البحر، ثم قال : بعد ساعة ينخفض ماء البحر كأنما تسرَّب في مجار مجهولة، ويتكشَّف القاع حتى نرى ما كان تحت الماء؛ فنهرف طريقنا إلى الكنز!
ومضت ساعة ونحن جالسان في مكاننا نرقب السماء؛ ثم حطا الشيخ نحو الشاطئ وخلفَّىْ جالسًا حيث كنت، ولكنى وجدتُ فى نفسى قوة تدفعنى إلى متابعته، فميشت وراءه حتى بلغت الشاطئ، ووقفت إلى جانبه أنظر إلى الماء؛ فما كان أشد دهشتي حين رأيت الماء قد بدأ ينحسر عن الشاطئ رُوَيْداً رويداً، فيتكشف قاعه دراعاً بعد ذراع؛ فخطا الشيخ خطوتين وهو يقول : اتبعنى يا سندباد !
فترددتُ برهة، كأنما خشيت أن يعود الماء إلى الارتفاع فيغرقنى؛ ولكنى تشجعت وخطوت خطوتين وراءه؛ ثم وقف الشيخ فوقفت .. واستمر الماء ينحسر عن الشاطئ رويداً رويداً، واستمر القاع يتكشف ذراعاً بعد ذراع، والشيخ يخطو مبتعداً عن الشاطئ خطوة بعد خطوة، حتى صرنا على بعد مئة ذراع؛ فرفع الشيخ رأسه نجو الجبل، حيث كانت فتحة السرداب؛ ثم قال لى : انظر، أترانا قد وصلنا إلى مَرْمى الفتحة، وهل ترى أشرس لم يزل واقفًا هنالك ! فنظرت، ولكن ظلام الليل كان يكسو الجبل كله، فلم أر فتحة السرداب ولم أر أشرس؛ إن الظلام كثيف فلا أستطيع أن أرى … قال : حسبتُك أحدَّ منى بصراً يا سندباد ! ثم صمت برهة وعاد يقول : ولكنى أستطيع أن أجزم بأننا الآن على مَرمْى فتحة السرداب؛ فقد كنتُ أعدُّ خُطاى منذ بدأتُ السير …
ثم مال الشيخ إلى اليمين فخطا خطوتين، ووقف لحظة، ثم نظر إلىَّ قائلاً : لو كنتَ حديد النظر يا سندباد كما أظن بك، لرأيت ذلك الكنز قريباً منك؛ فانظر حواليك وتحت رجليك..
وكانت السماء صافية، فاستطعت أن أرى فى ضوء النجوم ما تحت قدمىّ وبعض ما حولى، فازددت تحديقاً لعلى أرى ذلك الكنز، وأنا أخطو خطوات بطيئة على حذر إلى الأمام، وإلى الوراء، وإلى يمين؛ وإلى شمال…
ولمحتُ على البعد شيخاً جاثماً، فتراجعتُ إلى الوراء خائفاً، ووثب بى الخيال إلى أشرس، فبدا لى كأنه هو الشبح الجاثم … ولمحنى الشيخ أتراجع، فقال لى : ماذا يا سندباد ؟ قلت : ذلك الشبح الجاثم هنالك، أظنه أشرس الخائن ! قال الشيخ ملهوفاً : أين ؟ فإننى لا أراه !
فتشجَّعت وتقدَّمت، واندافع الشيخ إلى حيث أشرتُ فسبقنى؛ ولم يلبث ذلك الشبح أن انكشف لأعيننا، فإذا هو " شئ " لا إنسان فلم يكد الشيخ يراه حتى ازداد اندفاعاً إليه وهو يقول : إنه الكنز …
وسحرتنى تلك الكلمة ومنحتْنى قوة غير عادية، فأسرعت وراء الشيخ وأنا أردد بلا وعى: الكنز!..
وخُيِّل إلىّ فى تلك اللحظة أن الدنيا قد ازدادت نوراً، وأن نجوم السماء أشدّ لمعانًا وضياء مما كانت منذ لحظات؛ إذْ بدا المنظر لعينىّ فى تلك اللحظة واضحاً أشد وضوح، كأننا ماشيان فى ضوء النهار؛ فزادنى ذلك النور استبشارً وأملاً..
ولكن ذلك الاستبشار لم يلبث أن ذهب حين سمعتُ الشيخ يهتف فى فى جوف : القمر !
ثم رأيته يستدير عائداً نحو الشاطئ وهو يقول : اتبعنى سريعاً؛ لقد ظهر القمر يا سندباد، وعاد الماء يزحف نحو الشاطئ !

إقرأ المزيد

جزيرة النسانيس

لـ محمد سعيد العريان