نحن و الوجبات السريعة من يلتهم
- 07/05/28
ما الذي يمكن أن يقدمه كتاب جديد عن الوجبات السريعة؟ المزيد من الهجاء في شطيرة الهمبرجر؟ تحذيرات من أثرها على الصحة العامة، ودورها الخطير في أمراض مثل: السمنة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ونقص الفيتامينات.... إلخ
تلك القائمة العريضة من الاتهامات الصحيحة رغم كل شيء!!
ذلك ما قد يتبادر إلى الذهن عند قراءة عنوان الكتاب الجديد للمؤلف الأمريكي (ايريك سلوشر) "أمة الوجبات السريعة" أو "حضارة الوجبات السريعة" كما ترجمته الدار العربية للعلوم في طبعته العربية.
لكن في الحقيقة وعلى الرغم من أن الكتاب أفرد فصولاً عدة في تبيين الأثر الصحي للوجبات السريعة- إلا أنه أبعد ما يكون عن اعتباره مجرد نص في هجاء الهمبرجر؛ فهو يتناول الوجبات السريعة بمفهومها الحضاري الشامل وأثرها على المجتمع ككل من نواح متعددة ثقافية واقتصادية و اجتماعية أيضاً. فالمؤلف ينظر إلى الطعام على أنه أكثر من مجرد وجبة؛ بل فعل و مفهوم حضاري، يعكس تطور أو تدهور الحضارة انطلاقاً من فهم أعمق للمثل القائل (أنت ما تأكله).
ولقد أصبحت الوجبات السريعة بناءً على هذا المفهوم أبرز مكوّن للثقافة الأمريكية خلال ثلاثة عقود فقط، ومن أكشاك صغيرة للنقانق في كاليفورنيا الجنوبية إلى تجارة يتجاوز حجمها (110) مليار دولار في عام 2001، أي أن الأمريكيين أنفقوا على الوجبات السريعة أكثر مما أنفقوه على التعليم العالي أو الحواسب الشخصية أو برامج الكمبيوتر أو السيارات. وأكثر من الأفلام السينمائية والكتب والمجلات والصحف وشرائط الفيديو والموسيقى المسجلة مجتمعة!.
يعتقد المؤلف أن الضرر الأكبر الذي أحدثته شركات الوجبات السريعة ليس صحياً فحسب؛ بل يتعدى ذلك إلى أثر ثقافي اقتصادي يتمثل في تأسيس اقتصاد ينبني على التماثل ومنح الامتياز، و نشر مبدأ أنت لن تنجح ما لم تنضم إلى فريقنا، وتتخلى عن خصوصيتك. ومبدأ التماثل هذا أو (الماكدنلة) كما يسميها المؤلف لم يقتصر على عالم الوجبات السريعة؛ بل تعداه إلى كل أوجه النشاط الاقتصادي الأمريكي والدولي فيما بعد؛ إذ أصبح كل مظهر من مظاهر الحياة الأمريكية تقريباً- إما مسلسلاً "تابعاً لسلسلة أو حاصلاً على حق امتياز. و هكذا بإمكان الإنسان الانتقال من المهد إلى اللحد بدون أن ينفق قرشاً واحداً على مؤسسة مستقلة.. لقد مُنحت حفنة من الشركات درجة غير مسبوقة من النفوذ على مخزون الأمة".
لكن أكثر ما يميز الكتاب منهجيته الشاملة في التوثيق والتحليل متتبعاً صناعة الوجبات السريعة منذ النشأة الأولى لها، والأسباب الاجتماعية و الاقتصادية التي ساعدت على بزوغها، ثم ينتقل خلف طاولة البيع ليعرض الأساليب التي تتّبعها الشركات في توظيف عمالها و الإستراتيجية الغريبة التي تتبناها (لا لعمال دائمين.. لا لعمال مهرة) حيث إن العامل القديم يكلف الشركة مبالغ متزايدة كل عام و يحصل على حقوق متزايدة مع الوقت؛ لذلك تفضل الشركات الاعتماد على عمال مؤقتين من طلبة الجامعات والمهاجرين الأجانب الذين يرضون براتب قليل و يتركون العمل بعد فترة قصيرة دون أن يُطالبوا بإجازات أو علاوات أو راتب تقاعدي؛ ولأجل ذلك راهنت الشركات على الآلة، فكل الوجبات السريعة مطهوّة مسبقا و لا تحتاج إلا لتسخين بسيط في أجهزة عملاقة مسبقة الضبط، كما أنه لا حاجة لإضافة التوابل لأن مصانع النكهات الصناعية العملاقة قد أضافت كل شيء مسبقاً إلى البطاطا واللحم نكهات لذيذة من كل نوع لا علاقة لها بجودة اللحم وطزاجته.
ويذكر المؤلف في هذا الجانب أن:
- حوالي 75 % من القطعان في الولاي
لا ادري هل هو العيب في الترجمة لهذه الكتب الاكثر مبيعا ام انه القصور في محتوى الكتب عموما مما ومما لا شك فيه الكتاب يتصدى لظاهرة الاكلات الشائعة في بلده والتي انتقلت كآفة الى كل دول العالم وبدات اعراضه السلبية تظهر على اطفالنا وكبارنا ايضا فانتشر داء السمنة والتبلد .
يسلط الكتاب الضوء على ما يدور خلف كواليس المطاعم وقبله يشرح الكيفية التي يحضر فيها هذا الطعام الردئ الصنع وباللامبالاة باساليب النظافة وغيرها من الامور السلبية .
الكتاب بطيئ الايقاع واتمنى ان ياتي بالفائدة لمن يقراه ويقاطع هذه الاطعمة السرطانية
لم أتوقع أن أستفيد لهذه الدرجة هو بكل بساطة كتاب ممتع , مفيد , شيق , بسيط أنصح كل من يأكل من المطاعم السريعة أن يشتريه وهو كذلك من أكثر الكتب مبيعا عند ( النييويورك تايمز )