ستحبينني يوماً
- 27/04/37
يتربع تاجَ التصميم الرائع حجرُ العنوان الكريم الغامض المثير! ستحبينني يوماً، والأصفر هو رمز الغيرة. بدأت باستخدام مغناطيس جذب القراء واستدراجهم إلى كلماتها. كما تعلمون قديماً كانت الرواية القديمة يكتب سردها شعراً مسيجاً وأسيراً للقافية، و تحول إلى الأسلوب في القرن الثالث عشر إلى النثر، وأصنف أسلوب ( ستحبينني يوماً ) في السرد ضمن القصيدة النثرية.
من جماليات الرواية: خلق التراكيب الجديدة باذخة الأناقة على ورق الحياة بقافية الألماسة الحرة/ وبهاء التركيب اللغوي وصفائه المفهوم للكل بدون تعقيدات/ والشلال الهادئ هو تدفق المشاعر/ واستخدام الرموز الشعرية الذائبة كعسل معتدل على الأبجديات التي أبدعتها الروائية د.نورا مرعي.
استخدمت المؤلفة ضمير الغائب في الحديث عن بطلي روايتها: نيروز وخالد، لغة الحوار الفلسفية الوجودية، مقصدي منها هنا:
"ليست نظرية فلسفية واضحة المعالم، ونظرا لهذا الاضطراب والتذبذب لم تستطع إلى الآن أن تأخذ مكانها بين العقائد والأفكار. تكرس الوجودية التركيز على مفهوم أن الإنسان كفرد يقوم بتكوين جوهر ومعنى لحياته" 1
الوجودية: المعتدلة، ليست المتطرفة منها وكانت الإجابة من مكون القلب الغائر بين قصص العشاق التي استشهدت بها بين ثنايا السطور التي استدعتهم من عصورهم القديمة؛ ففجرت المشاعر متجاوزة الواقع، سابحة في الخيال..
بهالةٍ وردية! ثم تعود بنا إلى الواقع المقيد.
بين ماضيهم المخلد وحداثة تقنية الحُب المطرزة على وهج يوميات شخصين!
تمايل "الأسلوب بين السرد"2 اللذيذ للأحداث و"الوصف"3 البديع للمكان، موقفة عقارب الزمان لتأمل ما رسمت من كلمات بعدسة بانورامية للمنظر، و تعتمد هذه التقنية على مخزون المفردات وهو ممتلك وجلي في النص (تم توظيف مؤثرات الطبيعة تغريد العصافير مسموعة بالحروف و رائحة الياسمين تسكر تغازل الانوف ).
و مما اتفق عليه وجود نوع حديث هو "التداعي"4/ تسجيل ما بداخل النفس من فكر و مشاعر وإجابات عن مجموعة أسئلة عما بداخل الإنسان.
كأنما هي متخصصة بعلم نفس، فيلسوفة!
كان مسلسل الأحداث شيق إلى الغاية التي تريد الكاتبة
إيصال هدفها لنا وإصابة الواقع برصاصة حبرها في مقتل، وتمردت عليه!
عشت معها في قصتها ونهايتها غير المتوقعة وما بعد النهاية.
أسلوب المراسلة التي ختمت به بين العشيقين لا أتذكر في قراءته إلا غادة السمان وغسان كنفاني في بعض جوانب اللغة، وتفردت الرواية بمضمونها رسائلها.
شكراً لكِ على هذا الجمال والابتكار والإبداع وعلى ما أمتعتنا به.
نقاط الضعف في رأيي وتفسيرها:
لا أفضل هذا النوع من الروايات، لكن نورا مرعي أسرتني بجمال الصور، لدرجة كنت أتمنى أن الرواية لا تنتهي!
أظنها قصيرة نسبياً على عظمتها، لكن هي موجهة إلى جميع الشرائح وميزان صفحتها ممتاز عند الأغلب، مما يدل على ذكاء المؤلفة.. عرفت و توقعت المقدار المناسب لها.
اجتهدت في رأي عميق بناءً على ما شاهدته.
محمد بن إبراهيم بن زعير
_____________________________________
1 -من تعريف الوجودية في ويكيبيديا.
2,3,4 ثلاثة أساليب لرواية السرد والوصف والتداعي، عبدالله الداوود