تعليقات الخاصة بـ
alaa1987
علم الأصوات بين القدماء والمحدثين
-
علي حسن مزبان
صفات الاصوات عند المحدثين
- 15/05/2009
لجهر لدى المحدثين : لم يختلف المحدثون في تصنيفهم للأصوات المجهورة والمهموسة مع القدماء إلا في أصوات ثلاثة وهي : (الطاء) و(القاف) و(الهمزة). ولما كان الاختلاف أقل كثيرا من الاتفاق .حيث إن بقية الأصوات لم تكن موضع خلاف في هذا التقسيم. فقد عد بعض الباحثين مفهوم القدماء هو نفسه مفهوم المحدثين . إلا أن مفهوم القدماء في تعريفهم للجهر كان غامضا عسير الفهم .ولذا فقد كرر العلماء عبر عصور طويلة تعريف سيبويه للجهر دون تبديل في العبارة. أما المحدثون فقد ميزوا الجهر من الهمس باهتزاز الوترين الصوتيين . أسعفتهم في ذلك الوسائل الحديثة . والمختبرات العلمية المجهزة بالآلات المساعدة. التي تستعمل للكشف عن الأصوات.ومن هذه الآلات آلة تستعمل لإثبات الجهر تعرف بآلة تسوند بيرجيت. فالوتران الصوتيان هما المتسببان في إنتاج النغمة الموسيقية التي تسمى (الجهر) . ومن الملاحظ شيوع ذكر الوترين الصوتيين بصيغة الجمع. وهو أثر من آثار الترجمة .ولا سيما أن اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية لا توجد بها صيغة المثنى . والجهر ذو علاقة بفتحة المزمار. فهو يكون حينما تكون الفتحة ضيقة لأن المزمار المؤلف من عضلتين متوازيتين: الحبال الصوتية . ينفتح عند تباعد هذه الحبال وينغلق باقترابها. والانغلاق لا يدخل في الحسبان. أما الانفتاح فهو مرة واسع وأخرى ضيق . ففي الأولى لا تهتز الحبال الصوتية لمرور الهواء بحرية. أما في الثانية فإن مرور الهواء يحدد الاهتزازات الصوتية. ولا بديل آخر غيره لإرسال الأصوات الطبيعية. .
الهمس علل بعض المحدثين هذا التغير في صوت الطاء بقوله:« صوت الطاء كما ينطقه القدماء كان يشبه الضاد الحديثة لدى المصريين. ولعل الضاد القديمة كانت تشبه ما نسعه الآن في بعض البلاد العربية في نطقها . ثم تطور الصوتان فهمست الأولى وأصبحت الطاء التي نعرفها الآن .كما اختلف مخرج الثانية وصفتها فأصبحت تلك الضاد الحديثة .أي أن ما كان يسمى بالطاء كان في الحقيقة ذلك الصوت الذي ننطق به الآن نحن المصريين ونسميه( ضادا) . فلما أهمست وأصبحت الطاء الحديثة التي فيما يظهر لم تكن معروفة في النطق العربي القديم أما الضاد القديمة العصية النطق فقد تطور مخرجها وصفتها حتى أصبحت على الصورة التي نعهدها في مصر »[الأصوات اللغوية 62] . وهو يعتمد في هذا التعليل على قول سيبويه :« لولا الإطباق لصارت الطاء دالا » [الكتاب 4/436] . إذ لا فرق بين الطاء والدال إلا الإطباق .وهو قول ينطبق على الضاد المصرية . وهذا الذي جعل الدكتور يرى أن الطاء القديمة هي الضاد المصرية . وما دام صوت الدال لم تتغير صفته بين القدماء والمحدثين وهو مجهور وشديد لديهما .فإن استنتاج الدكتور على جانب كبير من الأهمية فهو يرتكن إلى قول سيبويه السابق وقد رأى الدكتور تمام حسان [التحول والثبات في أصوات العربية 290-291] على وفق مفهوم القدماء للجهر أن هذا الاستنتاج لا يكون صحيحا .إلا أنني أميل إلى الأخذ برأي الدكتور أنيس في هذه المسألة .ولا سيما أن المسألة يدعمها دليلان :عدم تغير صوت الدال ووضوح عبارة سيبويه .