تعليقات الخاصة بـ
عبدالله الشويخ
الكنز التركي
-
سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود
قراءة في (الكنز التركي) بعد رب
- 11/06/2011
لم أكن لأقرأ أية رواية يدور موضوعها حول الثورات في الفترة التي سبقت ربيع الثورات العربية الحقيقي ... فمعنى (ثورة) كان بعيداً عن أذهاننا ولكن صورة البوعزيزي وسقوط أصنام الحكم الفرعونية وتباشير ما بعدها أحيا أموراص كثيرة وجذوات أمل في دواخلنا جعلتني أفتح مصاريع مكتبة قديمة لأقرأ المزيد علنا نفهم من التاريخ ما يساعد على استيعاب متغيرات بحجم الحلم ...
تقول القاصة المغربية الرائعة (فيحة مريشيد) بأنه قلما نجا كاتب عربي من مطب السيرة الذاتية في روايته الأولى وبما أن رواية الأمير سيف الإسلام بن سعود الأولى غير متوفرة إلا للنخبة لأن المؤلف تواطأ ضد القاريء فيها مع تلكم الجهات فسحبت بشكل مزدوج ، على الرغم من تسويقه لها في روايته الثالثه ، إلا أنه حتى في هذا لم تنج الرواية الثالثة من جزء من السيرة الذاتية ...
بعيداً عن خصوصيات الأمير فالرواية من أندر المراجع حول تلك الفترة المهمة في تاريخ الأمة وسر خط سكك الحجاز والفترة التي كانت فيها الثورة العربية الكبرى تضحي بكل شيء من اجل حلم لم يتحقق ... فترة مهمة ورائعة ويحسب للمؤلف المامه بها واطلاعه الممنهج عليها وتقديمها بصورة واضحة تجعلنا نستصغر المآسي التي يتعرض لها البعض هذه الأيام مقارنه بالتضحيات التي قدمها سكان مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في حصار ظالم اجبرهم حتى على اكل القطط والكلاب ...
في الرواية العديد من الفقرات التي يوضع تحتها أكثر من خط وتحليل رائع للنفوس البشرية والإقتصادية والسياسية التي تزخر بها مجتمعاتنا الإعلامية بالإضافة طبعاً الى كشف جزء كبير من شخصية وطريقة تفكير المؤلف خاصة عندما يقول "قاسم مشترك آخر بين الرجلين : هو ذلك الشيء الغامض الذي يداهم بعض الناس ذوي الإحساس المفرط، عندما يون الأقل منهم يتبواون مراكز قيادية ليسوا أكفاء لها، والأدهى أن هؤلاء الذين أتت بهم المصادفات، وطرق التقرب لمن يصنعون أقدار الناس الوظيفية، لا يعرفون وهم سيوسون الناس بتفاهاتهم إنما يقربون دولتهم من أيام الفناء المحتم ، والإختفاء من على مسرح الأحداث الكونية" ... وسأترك العبارة بدون تعليق لمن يقرأ اسم عائلة المؤلف ويعرف عمه أو أعمامه ...
ربما كانت الرواية تستحق اهتماماً أكبر خاصة في هذه لأيام في تحليل ثورات الشعوب وما ورائها ومن ورائها وهل كل ثورة بيضاء تنتهي وردية وهل كل ثورة حمراء تنتهي سوداء ألوان ... تجليها رواية الكنز التركي ... التي ربما كانت سلبيتها الوحيدة هي ركاكه وصف بعض المشاهد المؤلمة كفراق إبن أو موضع حرب أو ترميج جنرال ولا يلام في هذا أمير وابن ملك ... ففاقد الشيء لا يعطيه ...
وهذا دون ان ينقص هذا من روعتها وأهمية معرفة تلك الحقبة الهامه جداً في تاريخنا كمسلمين ... وعرب ... وبقايا اشراف المدينة !