تعليقات الخاصة بـ
صبا العلي
جثث في ثياب الخروج
-
عبد الله الناصر
الداخل المسكون بحالة حب
- 08/01/2013
لا تفتأ الكتابة الجديدة، في السعودية، تقدِّمُ تجاربَ طازجة نديّة؛ تمتلك صوتَها وأدواتها الشعرية على نحوٍ نافذٍ في عصب الحرف، بما يمثّل إضافة ثمينةً وشرفةً عالية تشهدان على حضورٍ يلمعُ بالجِدّة ويمسُّ الروح. ومن هؤلاء الشاعر عبدالله حمدان الناصر في كتابه الأول "جثث في ثياب الخروج" (دار الفارابي، بيروت ـ 2012).
تطرحُ "جثثٌ في ثياب الخروج" ـ في غالبِ نصوصها ـ تجربةً الداخلِ المسكون بحالة حبٍّ متوتّرة نالَها عطبٌ؛ جرحٌ لا يكفّ عن الجريان بدمه يخضّب السطور. تطهيرٌ مستمر.. تظهيرٌ دائب يصبّ من تنويعاتِ الحالة العاطفيّة وينشبك بأفقٍ منذورٍ لوجودٍ تالف؛ سجّلَ هشاشتَه وتلاشيه مرّة بعد مرّة (هكذا أفترشُ حافّةَ الليل/ مدليّاً أخمصين في هواءٍ جارح/ ظهري أربعٌ وعشرون خزانةً/ كلما فتحتُ خزانةً/ سالتْ عصافيرُ كسيحة).. (آنَ ينامُ الآن/ يفتحُ صدره/ يخرِجُ بقجةً/ ينغشُ فيها دودٌ عظيم). يحتشدُ الداخلُ بأسرارِ تَذَرّيهِ تحت وقْعِ التجربة التي صيّرْتْهُ ذئبا يركض في براري العزلة ناثراً زجاجة القلب؛ يمشي على كِسَرِ وجعه، مادّاً خطمه يعوي في سماء الوحشة.