تعليقات الخاصة بـ
حسين مهران
كومبارس متكلم
-
حسين مهران
تعليق المؤلف
- 24/02/2019
تتناول رواية “كومبارس متكلم” الناس العاديين، أولئك البشر الذين يمرون أمامك في الطريق ويجلسون بجوارك في المواصلات دون أن تتذكرهم بأية علامة تميزهم لا بالسلب ولا بالإيجاب، ليست لهم بطولات خارقة أو مآسي مريعة، لكن لكل منهم حياة كاملة تدور أثناء دوران حيوات الآخرين من العاديين وربما تتقاطع معها دون أن يدري أحدهم بذلك، حياة أحدهم لا تهم أحدًا ولا يكترث بها أحد، فهم في نظر الآخرين مجرد “آخرين” ليست لهم ملامح ولا أسماء، ليست لهم أية أهمية إلا حينما يجمعهم مكان واحد، حينها يصبحون شيئًا ما، يصبح لهم وزن وتأثير، لكنهم ليسوا من يصنع ذلك التأثير أو يتحكم به، إنهم مجرد مجاميع تكتسب أهميتها من كونها كيانًا واحدًا، مثل الكومبارس في السينما والمسرح، لا يمكنك تمييز ملامح أحدهم ولا تعرف اسم أي منهم، لا دور لأحد منهم بمفرده، لكنهم – مجتمعين – لهم دور أساسي يحدده ويتحكم به – ويستفيد منه – المخرج
مقهى الغائبين
-
حسين مهران
- 22/06/2023
مجموعة قصصية تضم قصص: عيون - مقهى الغائبين - الهزيمة - بائعة السعادة - تلك السنون - خذلان - رجل بلا آثار أقدام - ليس مجرد حلم - طابع بريد - مزامير الاعتراف - عشرة آلاف نقطة - طلب لقاء - كائنات غير مرئية - مدن التيه
من قصة رجل بلا آثار أقدام
ثم ربتّ علـى كتفه وتركته ذاهلًا يحدق فـي لا شيء، وعدت أقفز فوق برك الماء عائدًا إلـى رصيف الترام، استوقفني صوته حديث العهد بالخشونة وهو يسألني بصوت مرتفع: - لكن.. هل وجدت إجابات؟
توقفت واستدرت إليه فـي هدوء وأجبت: - ما زلت أبحث يا صديقي، لكنني فـي رحلة البحث عن إجابات وجدت المزيد من الأسئلة
ثم أعدت إحكام لف الكوفية حول رقبتي واتجهت إلـى كشك الصحف حيث كان ذلك الرجل واقفًا هناك، ذلك الرجل الستيني - أو ربما هو سبعيني فهو مثلـي يبدو كهؤلاء الذين يوحي مظهرهم بأقل من سنهم الحقيقي – ذو اللحية البيضاء القصيرة والمعطف الصوفـي الكحلي الثقيل، كان يحدق فـي الملصق الدعائـي لشريط عمرو دياب الجديد الذي علق صاحب الكشك الكثير من نسخه علـى واجهته، ثم سار حتى نهاية الرصيف ومرّ من أمامي وهو يحكم لف كوفيته الصوفية حول رقبته دون أن تترك قدماه أي آثار على الرصيف الموحل، دون أن أفكر فـي شيء استوقفته وطرحت عليه السؤال نفسه: - لكن.. هل وجدت إجابات؟