تعليقات الخاصة بـ
علي العجمي
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
-
حسن عبد الله علي العجمي
قراءة في كتاب (إرشاد الحائر إلى صحّة حديث الطائر )
- 10/03/2017
في كتابه (إرشاد الحائر إلى صحّة حديث الطائر) والصادر عن دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع في عام 2016م، يتتبعُ الشيخ حسن عبدالله العجمي سبعةَ طُرقٍ من طرق حديث الطير متناولاً لها بالتصحيح حسب مباني أهل الحديث في تصحيح السند، ثم يعرجُ لتصحيح المتن من خلال عرض عشرة شواهد على صحّة مضمون حديث الطير، ويلحقها في الختام بأقوال المصححين والمحسنين لحديث الطير.
المعالجة السنديّة:
تبتني المعالجة السنديّة في كتاب إرشاد الحائر على تَتبّع أبرز ما جُرِحَ به بعضُ رجال السند في الطرق المشار إليها، ومحاكمة الجرح وفق قواعد أهل الحديث أنفسهم، وحيث انتهى البحث إلى نتائج تُفيدُ الصحّة أو التحسين في تلك الطرق، على النحو التالي:
الطريق الأول: حديث السدّي عن أنس بن مالك في تاريخ دمشق: بعد دفع الإثارات عن السدّي والخلوص لوثاقة السدّي فيصبحُ الحديثُ صحيحاً لذاته، ومع التنزيل جدلاً بالقول أنّ الحديث من طريق ابن عساكر لا يرتقي للصحة ذاتاً، فإنّ ضمّ الحديث من طريق أبي يعلى الموصلي عن السدّي عن أنس إليه يجعلهُ في رتبةِ الصحيح لغيره، وهي رتبةٌ أعلى من الحسن لذاته.
الطريق الثاني: حديث الحاكم النيسابوري عن أنس: وهو صحيحٌ حسب مباني الحاكم، أو حسنٌ لذاته إن حُكمَ بأنّ أحمد بن عياض مستورٌ، أو حسنٌ لغيره بضم طريق أبي يعلى والنسائي إلى طريق الحاكم.
الطريق الثالث: حديث الطبراني في المعجم الكبير عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وآله: والحديث بعد التحقيق بين أن يكون حسناً لذاته بعد رد الجرح الوارد في سليمان بن قرم، وبين أن يكون حسناً لغيره بعد ضم الطرق الأخرى للحديث، إن سُلّم جدلاً بتمامية الجرح في ابن مقرم.
الطريق الرابع: حديث البخاري في التاريخ الكبير عن أنس بن مالك: والحديثُ حسنٌ أوحسنٌ لغيره إن تمّت مجاراة منهج المتشددين في علم الحديث.
الطريق الخامس: حديث ابن كثير في البداية والنهاية عن أنس: وهو طريقٌ صحيح لحديث الطير وذلك بمعالجة الإرسال الموجود بثبوت الواسطة بين عبدالملك بن أبي سليمان وأنس، ألا وهو عطاء بن أبي رباح وهو ثقةٌ.
الطريق السادس: حديث ابن حجر في المطالب العالية عن أنس: وهذه الطريق لحديث الطير حسنة، ومِن أجود ما رُوي كما قال الذهبي في تاريخ الاسلام، والحديث بين أن يكون حسناً لذاته أو صحيحاً بضم الطرق الصحيحة الأخرى للحديث.
الطريق السابع: حديث الطبراني في المعجم الأوسط عن يحيى بن أبي كثير عن أنس: ورجالُ الحديث من الثقات، وأمّا دعوى الانقطاع بين يحيى وأنس فمردودةٌ بما أثبته البخاري من رؤية يحيى لأنس ، وما أثبته الحاكم من رواية يحيى عن أنس، وتصحيحِ جُملة من الحفاظ وعلماء أهل الحديث لرواية يحيى بن أبي كثير عن أنس في أحاديث أخرى، والحديث بين أن يكون صحيحاً أو حسناً لغيره إن تمّت مجاراة منهج المتشددين.
الشواهد:
نظراً لكون منشأ النكارة في حديث الطير هو متن الحديث والذي يذهب إلى تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على جميع الصحابة- والذي هو مذهب كثيرٍ من الصحابة كسلمان وأبي ذر والمقداد وخبّاب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن الأرقم كما نُقل عن ابن عبدالبر في الاستيعاب، فإنّ الشيخ حسن عبدالله العجمي يضيفُ فصلاً يحتوي على عشرة شواهدٍ تدعمُ سلامة مضمون حديث الطير:
الشاهد الأول:آية وحديث المباهلة بدلالة أنّه نفسُ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولو وجد من هو أفضلُ منه لاصطحبه النبيّ صلى الله عليه وآله في المباهلة.
الشاهد الثاني: حديث المنزلة، وكما كان هارون أفضل أهل زمان النبي موسى(ع)فكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله.
الشاهد الثالث: حديث "