تعليقات الخاصة بـ
مورا في مدريد
مورا في مدريد
-
نوال السباعي
كلمة الغلاف مورا في مدريد
- 29/11/2016
هذا كتاب يحكي حكاية "غربة سورية" ضمن غربات متداخلة متراكبة، تمتد من دمشق مرورا بغرناطة وصولا إلى مدريد ، مابين عامي 1985 و1995 أواخر القرن العشرين، بكل ملابسات الغربة ، السياسية والثقافية والفكرية والاخلاقية والاجتماعية والدينية و..الإنسانية، من خلال "بعض"ِ سيرة ، ليست "ذاتية" ، وإنما "سيرة جماعية" ، لاحدود تفصل فيها بين الخاص والعام ، تتشابك فيها السير والشخصيات والأحداث ، تراوح مابين الواقعي والتركيبي لتنسج ، من وجهة نظر الكاتبة، نبأ حياة شريحة هامة جداً من المغتربين، لم يتحدث باسمهم أو يكتب عنهم أحد.
ليس هذا الصوت الأنثوي الذي يقوم بالسرد بصيغة "الأنا" ، إحدى شخصيتي الكتاب الرئيسيتين، ولا هذه الذاكرة الجماعية التي تَستعرض الأحداث والحوارات.
شخصيتا الكتاب الرئيسيتين هما:
"الغربة" ، كل "غربة".. و"المورا" ، كل "مورا"!.
كل "مورا" تعيش في مدريد ،أو في أي مدينة أوربية كمدريد ، بمعاناتها بذكرياتها بمقارناتها بواقعها، بتطلعاتها، بانتمائها ، وباعتبارها "ممثلة" عن كل الغرباءالآتين من ذلك الشرق القريب المجهول، أو هذا الجنوب الملاصق البعيد..
أولئك الغرباء رجالا ونساءا ،المرفوضون المعَذَبون ، حيث تختلط معاني لفظ "عربي" بلفظ "مسلم" ، ولفظ "مهاجر" بلفظ "مُهان" ، أربعة كلمات ترسم حدود هذا الوجود الجديد الذي يتمثل في دلالات كلمة-مصطلح "مورو".