لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0
تعليقات الخاصة بـ خالد عزب
إعادة إنتاج التراث الشعبي.. كيف يتشبث الفقراء بالحياة في ظل الندرة - سعيد المصري   نظرية جديدة فى فهم تحولات الموروث الشعبى - 20/03/2017
إعادة إنتاج التراث الشعبي»، واحد من الأعمال الفائزة في المسابقة العربية الكبرى للتراث في دورتها الثانية لعام 2014 والتي تنظمها كل عامين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» في مجال صون التراث اللامادي. ومؤلف الكتاب الفائز هو الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في كلية الآداب جامعة القاهرة. وإذا كانت الجائزة تعطي الأولوية للجهود المتميزة في مجال حماية التراث الثقافي اللامادي فإن الكتاب الفائز يمثل أول دراسة علمية رصينة تعتمد على بيانات ميدانية شاملة في محاولة لفهم آليات استمرار عناصر التراث الشعبي وقدرتها على الحياة في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية الكبيرة في عالمنا العربي. معروف أن التراث يمثل ساحة للصراع الدائر بين قوى التغيير (باسم الحداثة) والقوى المضادة للتغيير (باسم الدفاع عن الموروث). ويقصد بإعادة الإنتاج الثقافي – وفق ما جاء في الكتاب - قدرة أساليب الحياة في أي مجتمع على استمرار أهم ملامحها عبر التغير. وهذا يعني أن انتقال العناصر الثقافية الشعبية عبر الأجيال أو من خلال التواصل الإنساني لا يعني استنساخاً كاملاً وحرفياً لكل ملامحها ولا يعني أيضاً فناءها واستبدالها كلياً بعناصر أخرى جديدة. فالبشر يواجهون الحياة بما لديهم من موروثات ثقافية، بها ومعها يغيرون حياتهم ويتغيرون. لقد ركزت الدراسة على عمليات إعادة إنتاج التراث الشعبي في حياة الفقراء، باعتبارهم يشكِّلون جماعات تقع في أدنى السلم الطبقي، ما يعني أن إمكانياتهم الاجتماعية والاقتصادية، بل والثقافية بالمعنى الرفـــيع للثـــقافة، لا تتيح لهم سوى فرص قليلة ومحدودة للتواصل مع الثقافة الحديثة والتغيرات العالمـــية، ويفترض أن هذه الوضعية الطـــبقية للفقراء تساهم في خلق تجربة طبقية ذات طبيعة خاصة في إعادة إنتاج الـــثقافة الــــشعبية، وهنا تحاول الدراسة الكشف عن حدود هذه التجربة، وإلى أي مدى يعد الفقراء قادرين على الإنتاج والتداول الثقافي رغم تدني أحوالهم وندرة إمكانياتهم. يضاف إلى ذلك أن بحوث التراث الشعبي تبرهن دائماً على شدة ارتباط الفقراء بالتراث الشعبي، فهو بمثابة رأسمالهم الحقيقي في ظل حرمانهم من الوصول إلى الموارد والأصول، ولهذا تفترض الدراسة أيضاً - في منطقها النظري- أن أساليب حياة الفقراء تنطوي على قدر من الثراء ينبغي الكشف عنه لأنه يعبِّر عن سر بقائهم رغم ظروفهم البائسة، كما أن أساليب حياتهم تنطوي على قدر من الاختيار رغم ارتباطها بالندرة والضرورة، وأن حياة الفقراء تمتزج فيها أيضاً العوامل البنائية والثقافية المولدة للفقر والمناوئة له. وبناء على ذلك، طوَّرت الدراسة تصوراً لعمليات إعادة إنتاج الثقافة الشعبية بين الفقراء تم تحديده في أربع عمليات، وهي: تواتر التراث، واستعادة التراث، واستعارة التراث، وإبداع التراث. وسوف ألقي الضوء باختصار على كل عملية منها. أولاً: تواتر التراث. يقصد بالتواتر انتظام ممارسة العناصر التراثية في أساليب الحياة على نحو متكرر، والذي يعبر عن مدى الحضور المكثف للتراث في الحياة اليومية، وكذلك مدى حاجة المؤمنين به إلى استخدامه المستمر في تنظيم حياتهم، ومن ثم فإن تلك الممارسات -عبر تواترها- تولد الأفعال والمبررات التي تساهم في الحفاظ على أساليب محددة للحياة، وهذا ما يضفي على تلك الأساليب أهمية وقيمة وثراء لمعانيها بالنسبة لمن يؤمنون بها ويمارسونها في حياتهم. وحاولت الدراسة فهم آليات تواتر التراث بالتطبيق على ممارسات عادات الطعام، وتوصلت في هذا الصدد إلى أربع آليات تتم بموجبها عملية تواتر التراث وهي: التوافق مع الضرورة، وتوظيف العلاق