ارى ان اهمية هذا العمل ان جاز لنا ان نسميه رواية يرجع لكونه يشكل نقلة نوعية في تاريخ الادب العربي في عمومه فهو يوثق لحياة طبقة اجتماعية تكاد تكون مجهولة بالنسبة لنا على الرغم من اختلافي الكبير مع مفردات النص التي جاءت في كثير من المواضع شديدة البذاءة ومزعجة الا اننا حتما نلمح فيما بينها موهبة ابداعية وتجربة حياتيه عظيمة اضاف لي هذا العمل الكثير و شكل معرفة حقيقية بعوالم مجهولة من خلال قدرته المذهله في وضعي امام مجابهة قاسية بقبح حياة معاشه وقسوة ظروف ظالمه، وعليه اظن انه سيبقى من الاعمال العالقة في ذهني لفترة قد تطول

تجربة عاطفية متصاعدة جميلة ...تعلو وتهبط .. تسمو و تتدنى .. تقترب وتبتعد ... بقدر يجعلها احيانا لاتعرف الواقعية .... قد نتفق وقد نختلف مع اشخاصها و افكارهم ودناهم الا اننا لا نملك حتما الا انقع صرعى هوى علاقاتهم الجميلة المتصاعدة ... تحية تليق بهذا الكم الكبير المتدفق من حالة العشق اللامنتهي على مدى صفحات الرواية التي تستحق مدى عاليا من الاهتمام والحب والقراءة :)

ان من يقرأ هذه الرواية وما يتبعها من زلازل ادبية ... فوضى الحواس وعابر سرير سيقع حتما اسير حالة ادبية جديدة حالة من المتعة التي لاتتكرر ... عالم تعيش تفاصيله وتذوب في فسيفسائه ويحفز في داخلك ملايين الاسئلة والمشاعر ويلهب رغبة مشتعلة في داخلك لاكتشاف عالم الجزائر وشهدائها وحروبها وجسور قسطينة النائمة بهدوء في لوحات خالد ... من لم يقرأ ادب احلام مستغانمي اجزم انه لم يعرف طعم الادب اللذيذ يوما... سامحك الله يا احلام فلقد افسدتي علينا متعة القراءة للاخرين...

كانت تجربتي الاولى مع نصوص تركي الحمد ربما لم تكن التجربة الاكثر توهجا ... او الاحرى للبدء بها ولكنها لم تكن سيئة في مطلق الاحوال على الرغم من بعض الماخذ التي كانت لي على هذا النص الروائي اعجبتني خصوصية المكان وحنينا لماض لم يعد له ذكر وحياة لم اعرفها الا عبر اجدادي رواة لاحداث مرت على صحرائهم ... لابد من تجربة اخرى مع الحمد لاطلاق حكما عادلا على مايكتبه

هذا العمل صاحب العنوان الشائق الجاذب حمل في طياته الكثير والكثير من متع السرد والحكي ففيه ارتحلت مع فؤاد الطارف في طائرته المتجهة الي القاهرة رافقت هذا الشاب البحريني الذي يحمل شيئا من ارتباكات الطلبة المغتربين ونزقهم وتحولاتهم وهناك في تلك الشقة المتمردة على ضفاف نيل القاهرة اتعرف على زملائه فمن يعقوب الوجودي الشيوعي الماركسي صاحب الحياة الجنسية المنفتحة وعبدالكريم الشيعي الذي يخاطب جدته كل مساء عبر التخاطر وقاسم الرأسمالي الاقطاعي وصديقه نشأت الاقطاعي المصري وانتهاءا بعبدالرؤوف الاديب المتواضع و المعيد الجامعي ، عوالم ثرية وحيوات متعددة في تجربة تأخذنا الي اخطر مرحلة عرفها الوطن العربي في تاريخه الحديث حيث الزعامات والاحزاب والالق السياسي والاشعاع القومي والعمل النضالي بكل اوجهه واشكاله انماط اجاد الكاتب اخارجها في قالب روائي متماسك وحمل نكهة مصرية حلوة

في هذا النص الروائي يكون هاجس تعلم الانجليزية هو المفتاح الاهم لكل الاحداث الرئيسية في داخل العمل بما في ذلك هيمنتها على فصول العمل كله فهذا الهم ظل يطارد صديقنا بطل الرواية رشيد في تشابه اظنه مقصودا بين الرواية وكاتبها هذا العمل الغريب والصادم وجدته مسليا ولا يبعث على اي شعور بالملل على الرغم من بساطته الشديده فالعمل كله يقوم على مشهد واحدا صغيرا وهو اكتشاف رشيد لموت ابية مصادفة وهو يجلس في مقهاه المعتاد مصادفة صادمة تشتت البطل وتكون باعثا لتداعي كل الذكريات في حالة اقرب للهذيان الذي يخلط الخيال بالواقع ماض قريب واخر بعيد يلخصها الضعيف في سرد ادبي مستفيض غريب فمن قصة امه والورقة الملقيه من طاقة الحمام حيث كانت تستحم ولغز الفستان الاصفر الذي رافقها منذ ذلك الحين وحتى بلوغها عقدها السادس ... سلسلة مترابطة متشابكة قوية لاتقبل الانفصام تشدك نحوها بقسوة وعنف وجزالة ربما تتجاوز المنطق والمعقول الا انها تبقى رحلة جديدة جديرة بالاستعادة والقراءة والاهتمام انها تقنية روائية جديدة على الاقل بالنسبة لي لم اجدها الا عند رشيد الضعيف والذي اعتبر نصوصه على تحررها وغرابتها نصوصا جميلة وجزله ..