تعليقات الخاصة بـ
مقالة جينا كساب
صخب ونساء وكاتب مغمور
-
علي بدر
صخب ونساء وكاتب مغمور
- 06/09/2005
صخب ونساء وكاتب مغمور .. رواية جديدة للروائي العراقي علي بدر
المدى الثقافي
صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية صخب ونساء وكاتب مغمور للروائي علي بدر التي تدور حول عالم صاخب من النساء والفنانين والشعراء المزيفين الذين يتجمعون في استوديو صغير في بغداد، حيث تدور أحداث حياة الكاتب المغمور الذي يحلم بكتابة رواية يحصل من خلالها على المال والجوائز والنساء، ونتعرف من خلال هذه الرواية على مشهد الشعراء والفنانين البوهيميين والصعاليك الذين يعيشون على حساب الآخرين أيام الحصار على العراق، مستخدمين براعتهم في الخداع والتزييف والحيل لاستمرار حياتهم وتكريسها للأدب والفن، عالم من التظاهر الكاذب، والعيش على الهامش، ومجموعة من الشعراء المحتالين الذين يحيطون بـ(وليد) الخارج تواً من القصص الغرائبية والفنطازية، فهو دجال ومخادع بشكل صاخب، جاء إلى العراق كما يقول بسبب الحرب اللبنانية، غير أن وسامته ومظهره الأرستقراطي وصلعته الفينيقية تشفع له على الدوام، بل وتغري بشكل مطلق لتصديقه والتواطؤ السافر معه، ادعى عند قدومه إلى بغداد بأنه وليد عقل ابن الشاعر اللبناني سعيد عقل، وقد كان يكتب قصائد سريالية لا علاقة لها بقصائد والده، ويتسلم رسائل من كل المعجبين بسعيد عقل في بغداد، ولكثرة الأدباء العديمي المواهب الذين عملوا في تلك الفترة في الأعمال الحرة، كان وليد يعيش تبطله اللامحدود على حسابهم: مطاعم فاخرة، أوتيلات، ديسكوات، بارات..وكان يتسلم منهم قصائد يدعي إنه يرسلها إلى والده، والآخر يكتب ردوداً وتقريضات بارعة، لقد جعلهم هذا اللص الودود يعيشون أوهاماً لا حدود لها.
وهنالك كاتب الروايات المغمور الذي يتسرح من الجيش بعد حرب الخليج الثانية فيشتري طابعة صغيرة ويسكن في أستوديو صغير يورثه عن جده في الكرادة، ويحاول كتابة رواية تمنحه الشهرة والمال متنافسا مع نجيب محفوظ، فيلتقي هناك بعباس مصلح الساعات السمين والأحمق والذي كان يعرفه منذ أيام مراهقته، فعباس كان قد التقى بفتاة مغربية " عيشة بنت سعيد" جاءت إلى بغداد ضمن وفد رياضي واتفقا على الزواج، وكانت ترسل رسائلها بالفرنسية تطلب منه المجيء إلى طنجة ليتزوجا، غير أن عباس لا يملك المال الكافي فيطلب منها أن تبعث له بالمال كي يسافر فترفض وتقول له بأنه حينما يصل إلى طنجة ستعوضه عن خساراته، فيدخل الكاتب المغمور إلى المشهد بعد أن يتفق مع عباس الذي لا يعرف الفرنسية لترجمة الرسائل التي تبعثها عيشة إليه ويقوم بكتابة الرسائل لعباس بالفرنسية إلى عيشة لقاء مبلغ من المال، ومن هنا يحاول أن يصنع لنفسه دورا كي يسافر هو الآخر إلى طنجة، غير أن الرسائل تدور في حلقة مفرغة، فعباس يريد منها أن ترسل له مالا كافيا كي يستطيع السفر والوصول إلى طنجة، وعيشة تطلب منه أن يأتي إلى طنجة وبعد ذلك يحصل على ما يريد، فيقنعه الكاتب المغمور ببيع محله والسفر إلى طنجة غير أن الكاتب المغمور يضيع مال عباس بمغامرة نسائية، ويضطر لبيع الأستوديو الذي يسكنه ويعطيه لعباس ليسافر إلى طنجة على أمل أن يسحبه معه بعد أن يتزوج الأخير ويستقر هناك، عباس يسافر إلى طنجة غير أن أخباره تنقطع كليا، فيعيش البطل قلقا مدمرا، فيكتب إلى عيشة رسالة يسألها فيها عنه، فتجيبه بأن عباس لم يصل إلى طنجة مطلقا ولا تعرف مصيره غير أنها عرفت بأن من كتب الرسائل الغرامية ليس عباس إنما هو، ولذا تطلب منه أن يأتي إلى طنجة ليتزوجا، فيطلب منها أن ترسل له المال لأنه لا يملك المال الكافي كي يسافر، غير أنها ترفض ذلك وتقول له عليه أن يأتي أول