تعليقات الخاصة بـ
طارق الخواجي
الفردوس اليباب
-
ليلى الجهني
انتقال نوعي
- 15/05/2006
باعتقادي أن ليلى الجهني عاشت تحدياً ضخماً أثناء اختيار هذا النوع من الرواية وهو نوع برزت فيه روايات رائعة وخلاقة مثل رواية بيدرو بارامو لـ"خوان رولفو"، هذا النوع من الروايات الذي يهيم ويتعلق في ارتباطات تبدو وهمية وتبدو صادقة في أنقى شكل يمكن التعبير عنه في الانتقال من الواقع إلى الخيال أو العكس، لكن ما يعاب على الأستاذة ليلى الجهني على الرغم من إعجابي من منجزها الكلي وهو الرواية، اللغة التي تصر في كثير من مفاصل الرواية عبر الانعتاق من لغة أدبية بليغة إلى لغة هشة ومتكسرة محاولة بها أن تتعاطي مع ذهن، تصنع هي تصوره للقارئ وهو حق ليس لهابل لنا نحن القراء.
في بعض مقاطع الرواية أحسست أن الأستاذة ليلي تفترض نضج الحدث وتتجاوزه بسرعة، بينما كنت أعتقد كثيراً بوجوب صنعها روافد خلفية لحقائق الشخصيات التي شعرت على الرغم من عدم وجود معلومات تهيء لفهم تحولات الشخصيات، أنها شخصيات وصلت إلى ما وصلت إليه بسبب أحداث مؤثرة على المستوى الشخصي أو الاجتماعي.
مما يشكر للأستاذة ليلى الجهني هو تفوقها على الانغلاق في تفصيلات العلاقة الجنسية التي سيطرت على أحداث الرواية، فجاءت العلاقة مباشرة دون تفصيلات ليس القاريء بحاجة لها، ودون إغراق ينم عن إسفاف أدبي أو تغطية لتفكك الرواية أدبياً كما يحدث مع رواية ملامح لـ "زينب حفني" التي استعاضت عن اختلال تركيبتها الروائية بفراش يمارس الجنس فوقه بتفصيلات تجعله شبيهاً بالروايات الجنسية الرخيصة التي تنتشر عبر مواقع الانترنت الصفراء.