الخمر والنبيذ في الإسلام
-
علي المقري
رويترز :باحث يمني يصدر كتابا
- 10/07/2006
بيروت - رويترز:
كتاب الشاعر والباحث اليمني علي المقري الصادر حديثا "الخمر والنبيذ في الاسلام" قد يثير هواجس في نفس القاريء .. الا أن الباحث يستبقها ليبددها وفي الوقت نفسه يبدد ما قد يتحول الى هواجس شخصية ذاق بعضها كما يذكر في كتابه المثير للاهتمام.
استهل المقري كتابه بعنوان هو "لماذا ابحث عن الخمر." فقال موردا خلاصة اسئلة كانت قد وجهت اليه "الم تجد موضوعا غير الخمر والنبيذ تبحث عنه.. هل اردت ان تحلل الخمر.. ما الذي تريد ان تصل اليه من خلال الكتابة عن الخمر والنبيذ..
"هذه خلاصة اسئلة ما زلت اواجهها منذ ان تفضل الاستاذ سمير رشاد اليوسفي بنشر اربع حلقات مهذبة من كتابي "الخمر والنبيذ في الاسلام" في ملحق الجمهورية الثقافية الذي كان يصدر اسبوعيا عن صحيفة الجمهورية بتعز."
أضاف يقول "وفي الحقيقة حين شرعت في البحث عن مصادر التراث الاسلامي لم اكن اهدف تناول موضوع الخمر والنبيذ في الاسلام فحسب بل وتناول مواضيع اخرى يبرز فيها جوانب التعدد في المرجعية الفكرية الاسلامية."
وللمقري 5 كتب سابقة بينها 3 مجموعات شعرية. كتابه الجديد الذي يبدو انه قام شخصيا بنشره جاء في 166 صفحة متوسطة القطع.
يضيف المؤلف في "تبريرات" تبدو جدية ووجيهة لقيامه بمشروعه البحثي هذا فيقول "ولهذا فانني في تناولي لهذا الموضوع لم اهدف الى الخروج باستنتاج يبرهن على تحليل الخمر والنبيذ او تحريمهما من قبل المرجعية النصية الاسلامية في مستوياتها المتعددة وانما اردت من خلال ايراد بعض المغيب عنوة من النصوص المرجعية الاسلامية ان ابرهن على وجود تعدد في وجهات هذه النصوص وتعدد اخر في تفسيرها وتأويلها وشرحها يصل احيانا الى حد التناقض الذي يتيح امكانية القول ان الشيء ذاته حلال بمعيار وجهة ما وحرام بمعيار وجهة اخرى."
وبعد ان عرض مجالات من اختلاف وجهات النظر وفهم الامور عبر التاريخ الاسلامي قال "وامام كل حدث ويحدث لم يعد هناك من يقرأ تراث السلف بكل تعدديته وبالتالي ضاعت التعاليم والمدونات السمحة ل.. ابو حنيفة.. الشافعي .. ابن حنبل.. الطبري.. زيد بن علي.. ابن حزم.. المعتزلة.. المطرفية.. وغيرهم. ان احفز الكثيرين الى العودة لقراءة التراث الاسلامي بتعدده ومن ثم الخروج من الذهنية المنغلقة على قشور ثقافة الماضي الاحادية الى ذهنية ابتكارية تعددية لا تقبل اي حدود فكرية."
ودعا الى النظر الى مسالة الخمر "كمسألة ثقافية" وقال "في هذا المستوى اعتقد ان تناول موضوع الخمر كمشكلة ثقافية يتعارض موقعها بين ذهنية التحريم وذهنية التحليل يساهم في نقد الخطاب الاسلامي لجماعات احتكرت حق انتقاء النصوص الاحادية من التراث الاسلامي لاحكامها كما ان هذا التناول يسهم في طرح فكرة الدعوة الى ابتكار قوانيننا المعاصرة الملبية لحاجة المجتمع دون الاتكاء على مقولات الحرام والحلال المتضاربة عند السلف وهو ما تفعله حاليا اكثر بلدان العالم في اصدار قوانين معاصرة تنظم الحياة الاجتماعية ومن ذلك صناعة وشرب الخمر والنبيذ."
وتحدث عن ردود فعل وجدل ثقافي نتيجة مقالاته وعن ان بعض الردود "استخدم سلاح الترهيب الفكري والتكفير ضدي مما سبب لي الكثير من المشاكل" وان بعض ما اخذ عليه ايضا هو انه شاعر يكتب بالطريقة الحديثة.
واستند المقري الى مدونات واراء قديمة وحديثة دينية وفكرية في تناول موضوعاته موثقا كل ذلك. اورد تعريفات عديدة للخمر وكيفية صنعها ومراحلها واسمائها المختلفة. تحدث عن الخمر قبل الاسلام.. في العهد القديم وعندالمسيحيين وعن الخمر في شبه الجزيرة العربية