تعليقات الخاصة بـ
assamte
تاء الخجل
-
فضيلة الفاروق
المرأة أملنا وآلامنا
- 09/12/2006
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : لاحضت أن الأستاذة الباحثة والإعلامية فضيلة الفاروق تتطرق أكثر من مرة عن مشكلات المرأة وما لها وما عليها وحجبت الكلام عن كل شيء حتى يضن أحدهم أن العالم مليئ بالنساء فقط ،أشاطرها الرأي أن ما آل إليه حال حقوق أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا...ولا نننسى حتى الرجل فحقه مهضوم وليست المرأة وحدها ولا يمكن حل هذه المعضللة إلا إذا عرفنا مكمن الداء وهنا أنقل لرجل من المغرب الذي عرف بكتاباته الغزيرة وبواقفه التي تدعوا إلى تحرير بني آدم إمرأة كانت أو رجل وهو الأستاذ عبد السلام ياسين اللذي بضوره يستشهد بالكاتب الفذ رحمه الله مصطفى صادق الرافعي أنقل هذا الكلام عن كتاب تنوير المومنات "عندما تكلم الأستاذ عبد السلام ياسين عن المرأة كزوجة وعن الميثاق الذي بين الرجل والمرأة قال"(الزواج الإسلامي نقيض للعلاقات السـائبة غير المسؤولة ولا المقيـدة بضابط شرعي أو خُلُقي. زواج الناس -حيثُ بقي شيء يُسمَّى زواجا- يَأتَدِم بالمشاعر والعواطف، ويتصوَّنُ بالوفاء والعفة، ويتخوف من الوباء والخبائث، وكل أولئك مروآت لا يزيدها الإسلام إلا تكريما. لكن زواج المومنات والمومنين يُسبِغ عليه جلال الميثاق الغليظ قدسية، وتجلله الأمانة الإلهية، وتعظم من شأن تبعاته الكلمة. إن حفظت المرأة وقام الرجل بأعباء الميثاق الغليظ اكتست كل أعمالهما، وما يتبادلان من معروف، وما يتباذلان من عطاء، صبغة العبادة والتقرب إلى الله عز وجل.
في كل صباح ومساء يقضيانهما في ألفة ومحبة يُكتب لهما صدقة: في أي دين تكون المساكنة بين الزوجين عبادة؟ في الإسلام، وفي الإسلام الذي لا دين بالحق سواه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبِحُ على كل سُلاَمَى (مفاصل الأصابع) أحَدِكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحَى". أخرجه مسلم وأبو داود عن أبي ذر رضي الله عنه. وفي رواية لأبي داود. "وبَضعَةُ أهله صدقة". أي أن في اجتماعهما في الفراش صدقة. هما في بهجة الجسد والثواب يكتب لهما. والحمد لله رب العالمين.
تبارك الله! كيف ارتفع قدر الزواج فأشبه ميثاقُه ميثاق النبيئين! وكيف لحقت المعاشرة الزوجية بأصناف العبادات من ذكر وتسبيح وجهاد! الحمد لله رب العالمين.
.....أحل الله عز وجل نكاح نساء أهل الكتاب في قوله عز من قائل: )وطعام الذين أوتوا الكتاب حِلٌّ لكم وطعامكم حِلٌّ لهم. والمحصنات من المومنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم(.(سورة المائدة، الآية: 6) وتزوج بعض الصحابة رضي الله عنهم بكتابيات مِمَّن تأكدوا من أنهن محصنات، أي عفيفات. وكُنّ من أهل الكتاب متديناتٍ بدينهن. ومع ذلك كره الزواج من النصرانيات سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قائلا: "لاَ أعلم شركا أعظم من أن تقول إن ربها عيسى، وقد قال الله تعالى: )ولا تنكحوا المشركات حتى يومِنَّ(.(سورة البقرة، الآية: 219)
اجتهاد صحابي في عصر كانت فيه النصرانيات نصرانيات. فما بالك بعصرنا وقد تحلل القوم من كل دين، وتعَذّر، بل استحال، أن تجد منهن "محصنات" عفيفات. فهل يُناط الميثاق الغليظ بكوافر الزمن؟ إذا اختل الشرط بطل المشروط.
أجاب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله عن السؤال فنصح قومه قائلا: "يا إخواني المصريين! أَسْدِي إليكم هذه النصيحة(...): إياكم إياكم أن تَغْترّوا بمعاني المرأة، تحسبونَها معانيَ الزوجة. وفرقوا بين الزوجة بخصائصها، وبين المرأة بمعانيها. فإن في كل