لقد انهيت للتو قراءة هذه الرواية , ويالها من رواية ... انها رواية تراجيدية, فلسفية, سوفسطائية شاذة, مجدفة..... انها كل ذلك بل اكثر. المركيز دوساد في هذه الرواية يحاول بشتى السبل والوسائل الاقناعية اقناع القارىء بما يؤمن به وان كان يقر بان ما يؤمن به شاذ وهو يسخر في هذه الرواية من كل المثل والقيم. فهو يسخر من الانبياء والرسالات سخرية لاذعة. وهو كذلك يسخر من عفة الفتاة. وكذلك يسخر من اقدس المقدسات وهي حياة الانسان نفسه ويبرر قتل الانسان !!! و يبرر الجريمة والخروج على القانون بل ويحاول الغاء تانيب الضمير او الندم على الجرائم. يسخر من دعاوي العطف و المساواة. بل و يسخر من رابطة الزوجية ويبرر سيطرة الرجل على المراة. انها بالفعل رواية تحفز وتقزز العقل والروح . ولهذا فان هذه الرواية ظلت محظورة منذ نشرها , فقد قام نابليون بحظر توزيع الكتاب اجمالا 1801 , وامر بمصادرة نسخه واتلافها , فاستحالت طبعاته الاولى نوادر. كما امرت الحكومات الفرنسية المتعاقبة بمصادرته , بل وصادفت ترجمات الكتاب المصير عينه. في انجلترا والولايات المتحدة احرق ضباط الجمارك آلاف النسخ من (( جوستين )) منذ منتصف القرن التاسع عشر.