تعليقات الخاصة بـ
بادوي مصطفى
سـمران
-
خالد ساير
- 19/02/2022
سمران ! ذاك الموجود المقذوف به في عوالم قدرية قهرية قبلية، هو في اخر المطاف إنسان، وإنسان عال لم يألُ جهدا في مقارعة حظه الوجودي في التعالي عليها رغم كل موانعها التي حجبت عنه الإنوجاد الطبيعي ، إنسان عاش وبات وظل وأمسى وسرى ونام وحَلُم بمجاوزة الألم الذي ورثه بالفطرة .. ألم ظل ينحو نحوه دون أن يهادن أو يراوغ أو يخنع ... قاوم مآسي الشيخة والماء والتراب والريح والغدر دون أن ينحني إلا للقدر الإلهي
سمران موجود أراد أن يوجد فحسب ، ومسعاه الوجودي ذاك كلفه موت الرفاق والضنى والهجرة والسيحان بحثا عن ذاته الى أن بلغ من وجوده مبلغ الزهد في السلطة والحكم
وليكون البطل موجودا ، كان لا بد أن يزهد في الشيخة وأن يغض البساتين بالخضرة و ان يوقف شبح الحرب والدم وان يتعالى على الغدر البشري وان يتعالى على ذاته الناقمة على جعل أصله وأن يخلق الوفاق وسط الفوضى فوضى الماء أصل الوجود ، بل كان عليه أن يتجرع مرارة الفقد ونكران الأخوة والأبوة وفقد الأم بوصلة الوجود ..بل حتى كان عليه أن يجد نفسه بالفطرة خادما صباب قهوة ...
لكل هذا استحق أن يسمى بالإنسان المأسوي الذي انبلج وجوده من كل موانع الوجود ذاته.