لكل من زال التراث والأرض واللغة تستلب ذاكرته وتستبيح استنهاضة الأرض المخطوطة بالكوفي فوق مقاعد الإسمنت، بين حوافر الساعة ومجازر اليد الحديثة، يستلهم الشاعر الوطن الأم من بين الأوطان، ويفض بكارة الدخان وخطوط الإنتاج وهزير المصانع وذعر الأسماك وتروس المحركات النفطية ورائحة الوقود. ويخلق الشاعر من كل هذه الأدوات ما يجعل النوخذة القديم متسربلا في حقيقة النص واقفا للصلاة نحو الشاطئ للأبد. وكأنما الدنيا كان تجف هناك للحظة.. وكأن كل أحلامنا كانت معلقةٌ كفوانيس أعياد الميلاد هناك ..