تعليقات الخاصة بـ
مامون احمد مصطفى
إله المتاهة
-
كولن ولسون
رؤية عابرة في رواية إله المتهة
- 05/03/2009
رؤية عابره في رواية
إله المتاهة
"إله المتاهة ، رواية تناقض السائد المتوارث ، وتدفع بالتأثير التغريبي نحو سياقات وفضاءات روائية واسعة ، خاصة وأنها اتخذت من أدب الجنس منطلقا حقيقيا ، للانطلاق بهذه الرؤى التغريبية نحو تلك الفضاءات الرحبة الواسعة .
ومن هنا لا يمكن اعتبار هذه الرواية من روايات الأدب الداعر التي تسعى لتدمير التأثير التغريبي ، وقد جاءت على شكل مذكرات اعترافية ، تتخذ من الجنس منطلقا لأفكارها ورؤاها من دون أن يكون الركيزة الأساسية لبناءها الروائي ، وبذلك فقد شكلت بحق تحدي ممتع وكبير ، لان رواية الأدب الداعر أكثر صراحة من الناحية الشكلية من أي نوع روائي آخر ، إن الرواية تتمتع بشيء من الصراحة الرمزية التي تصف بها الباليه من دون أن تنتهك حرمة هذا الفن الراقي والرائع " .
هذا ما كتبه الناشر على الغلاف الأخير للرواية ، ولا اعلم حقيقة كيف استطاع أن يصل إلى هذا التحليل المفترض ، عن فكرة الرواية وأسلوبها ، ولا اعلم يقينا ، كيف وصل إلى إثبات حقيقة أنها ليس من الأدب الداعر .
مفهوم الأدب الداعر ، يختلف معناه باختلاف زاوية النظرة إلى الأحداث الواردة في العمل الأدبي ، بحيث ، يسعى بعض النقاد ، إلى رؤية الأدب الداعر ، وهو يتخصص من الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة ، بتواصل وصفي للمشاهد الجنسية الملتهبة ، التي تستطيع أن تستفز غريزة القارىء ، فتنهضها من مكمنها ، وهذا رأي ، يحمل من السذاجة ، ما يكفي لعدم الرد عليه .
وهناك من يعتقد ، بان استخدام المشاهد الجنسية بتفصيل معقول ، ضمن مساحة الفكرة التي تتضمنها الرواية ، ينأى بها عن أن تصنف بأنها رواية تعتمد الجنس كفكرة وأسلوب من اجل استفزاز غريزة القارىء ، وهذا رأي يتناوله أكثر النقاد ، ومعظم كتاب الأدب ، على المستوى العربي ، وعلى المستوى العالمي .
على المستوى العالمي ، يمكننا فقط العودة للاستفادة من التاريخ الماضي للرواية العالمية ، والتي كانت تهتم بتفاصيل الإنسان ، من الناحيتين ، النفسية ، وما يعتورها من اختلاطات وتناقضات ، ومن الناحية المستقبلية ، التي تدفع العقل للعمل على الاتحاد مع عواطف القلب ، وتقلبات النفس ، وهواجس الشر الموزعة في الذات ، وكان هم الرواية ، ان تتجاوز المفهوم الإقليمي ، إلى مفهوم عالمي ، يتصف حقا بلفظ الإنسانية ، الإنسانية التي كان الحلم المستقبلي للروائي يعذبه ويضنيه ، من اجل صياغته برائعة ، ينحني القارىء لها إجلالا وإكبارا ، في أي مكان يتواجد فيه على سطح الكرة الأرضية .
على سبيل المثال ، لو أخذنا رواية البؤساء ، بصفحاتها الممتدة إلى ما يقارب ألفان وخمسمائة صفحة ، فان القارىء ، يبدأ ومنذ الصفحات الأولى بالإحساس العميق للقيمة الإنسانية التي تتشكل داخل البناء الروائي الصاعد بوتيرة محسوبة ليرسم عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها شخوص الرواية ، دون الحاجة ، للإسفاف أو النزول إلى المشاهد الجنسية التي من شانها استفزاز الغريزة ، من اجل امتلاك القارىء ، وحين ينتهي القارىء من الرواية ، ستجده قد أضاف إلى إحساسه الإنساني بعدا جديدا ، تأصل فيه وتجذر ليصبح مكونا أساسيا من مكونات شخصيته ، مما يؤدي بالضرورة إلى صقل نفسيته وعواطفه بأداة الإنسانية التي رافقت الصفحات والأحداث والشخوص .
ولو عدنا إلى رواية " كوخ العم توم " لوجدنا التوتر المتواصل ، المصحوب بالغضب والنقمة ، وأحيانا بالحقد العارم ، على ما حل بالزنوج من ظلم واضطهاد ، ويقينا بكينا من