ديوان نبضات قلب شاعر
-
عبد العزيز صافي الجيل
شهادة مجروحة
- 22/09/2008
وإن كانت شهادة الإبن لأبيه مقدوحة إلا أنني أجدني منساقا خلف قلمي و جهازي وأصابعي دائماتارة لأكتب وأخرى لأنقر مسجلاً شهادتي وعرفاني نيابة عن أمتي النائمة لهذا العالم الرباني الجليل الذي أفنى عمره بين الكتب و في ساحات الحق يتجرعه مرا تارة ويحتسيه عذبا متى ما صفت له الأيام ، ليست أيامه هو .. قطعا ليست أيامه هو ـ فمثله ما كان ليعيش لنفسه ـ إنها أيام أمته التي تفاعل معها ، وتابعها، وعقلها حتى صارت جزء من أسرته ... ما أكتبه هنا هو ما لا يعلمه قراءه ولا يستطيع هو أن يقوله عن نفسه ، وأنى للقارئ أن يراه ساهرا الليل الطويل يعصر فكره ويداعب قلمه كي يجود ببيت أو يسعفه ، وكيف لقارئ أن يراه وهو يقود سيارته سواء في صباح أو مساء وإذ به يستوقف الزمن بكبح عجلات مركبته لينقش على جبين الزمان أحرفا خالدة خلود الحق ، قوية قوة العدل ... نعم لقد عرفت أبي وهو يشهر قلمه ، ولم أرى ذلك القلم مغمدا في غطاءه أبدا ، لقد عرفت أبي ليس كما تعرفونه بل كما أعرفه أنا ويعرفه أبنائه