قراءة في (الكنز التركي) بعد رب
- 09/07/32
لم أكن لأقرأ أية رواية يدور موضوعها حول الثورات في الفترة التي سبقت ربيع الثورات العربية الحقيقي ... فمعنى (ثورة) كان بعيداً عن أذهاننا ولكن صورة البوعزيزي وسقوط أصنام الحكم الفرعونية وتباشير ما بعدها أحيا أموراص كثيرة وجذوات أمل في دواخلنا جعلتني أفتح مصاريع مكتبة قديمة لأقرأ المزيد علنا نفهم من التاريخ ما يساعد على استيعاب متغيرات بحجم الحلم ...
تقول القاصة المغربية الرائعة (فيحة مريشيد) بأنه قلما نجا كاتب عربي من مطب السيرة الذاتية في روايته الأولى وبما أن رواية الأمير سيف الإسلام بن سعود الأولى غير متوفرة إلا للنخبة لأن المؤلف تواطأ ضد القاريء فيها مع تلكم الجهات فسحبت بشكل مزدوج ، على الرغم من تسويقه لها في روايته الثالثه ، إلا أنه حتى في هذا لم تنج الرواية الثالثة من جزء من السيرة الذاتية ...
بعيداً عن خصوصيات الأمير فالرواية من أندر المراجع حول تلك الفترة المهمة في تاريخ الأمة وسر خط سكك الحجاز والفترة التي كانت فيها الثورة العربية الكبرى تضحي بكل شيء من اجل حلم لم يتحقق ... فترة مهمة ورائعة ويحسب للمؤلف المامه بها واطلاعه الممنهج عليها وتقديمها بصورة واضحة تجعلنا نستصغر المآسي التي يتعرض لها البعض هذه الأيام مقارنه بالتضحيات التي قدمها سكان مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في حصار ظالم اجبرهم حتى على اكل القطط والكلاب ...
في الرواية العديد من الفقرات التي يوضع تحتها أكثر من خط وتحليل رائع للنفوس البشرية والإقتصادية والسياسية التي تزخر بها مجتمعاتنا الإعلامية بالإضافة طبعاً الى كشف جزء كبير من شخصية وطريقة تفكير المؤلف خاصة عندما يقول "قاسم مشترك آخر بين الرجلين : هو ذلك الشيء الغامض الذي يداهم بعض الناس ذوي الإحساس المفرط، عندما يون الأقل منهم يتبواون مراكز قيادية ليسوا أكفاء لها، والأدهى أن هؤلاء الذين أتت بهم المصادفات، وطرق التقرب لمن يصنعون أقدار الناس الوظيفية، لا يعرفون وهم سيوسون الناس بتفاهاتهم إنما يقربون دولتهم من أيام الفناء المحتم ، والإختفاء من على مسرح الأحداث الكونية" ... وسأترك العبارة بدون تعليق لمن يقرأ اسم عائلة المؤلف ويعرف عمه أو أعمامه ...
ربما كانت الرواية تستحق اهتماماً أكبر خاصة في هذه لأيام في تحليل ثورات الشعوب وما ورائها ومن ورائها وهل كل ثورة بيضاء تنتهي وردية وهل كل ثورة حمراء تنتهي سوداء ألوان ... تجليها رواية الكنز التركي ... التي ربما كانت سلبيتها الوحيدة هي ركاكه وصف بعض المشاهد المؤلمة كفراق إبن أو موضع حرب أو ترميج جنرال ولا يلام في هذا أمير وابن ملك ... ففاقد الشيء لا يعطيه ...
وهذا دون ان ينقص هذا من روعتها وأهمية معرفة تلك الحقبة الهامه جداً في تاريخنا كمسلمين ... وعرب ... وبقايا اشراف المدينة !
مزج بين التاريخ والخيال عن حقبة أهملت بشكل سافر. إستطاع الكاتب أن ينبش تاريخا جميلا من خلال قصة حب جميلة ورومانسية
فكرة جميلة استعجلت النشر
- 20/10/28
رواية تبدو من الوهلة الأولى بأنها تحتوي على الكثير من تاريخ العثمانيين في الحجاز وعلى العكس من ذلك فقد كانت مشبعة في تفاصيل شخصيات الرواية وبعض الاسقاطات على الحاضر بإسلوب لا أجده مقنعا أو ممتعا. انتابني بعض الملل على الرغم من وجود عناصر مشوقة مثل مصير الكنز الضائع وقصة حب لاهبة. فكرة جميلة استعجلت النشر
للكاتب حب للتأريخ يفوق روائيته لذلك فانت عندما تقرا للدكتور سيف الاسلام جرد نفسك من اي مؤثر عاطفي وكن مستعدا للشواهد التاريخة عموما لم يكن الكتاب في مستوى قلب من بنقلان ولكنه يستحق القراءة