صخب ونساء وكاتب مغمور
- 20/04/32
هكذا إذن تخخص علي بدر في الإستقصاء والتنبير عن قصص بغداد فهو يبحث عن حالة حقيقة يضمها سرد روائي مبهر جذاب ومشوق وفي صخب ونساء إستقصي حياة عاهرة في الشارع وصلت الى مراتب الشرفاء كيف ومتى ولماذا كل هذه التفاصيل تشرحها الرواية كما أن لغة علي مصقولة بروح الموهبة الروائية وشجن الحنين لبلده فالتصوير الروائي عالي الدقة ولن تجد النفس مكانا تتكأ عليه لتمل فالأحداث متتابعة ومتناسقة..وبحق هناك دروس وعبر نستخلصها من هذا السرد الرائع..رواية تستحق الإحترام
سخرية شديدة وشخصيات كثيرة
- 14/01/27
مزيج من الشعرية والسرد وسخرية مؤلمة تحدث ردود فعل ذات حدود يختلط فيها الضحك بالبكاء. استمتعت بها لكونها تتحدث عن شعب وزمن كان مجهولا بالنسبة لنا
صخب ونساء وكاتب مغمور صرخة الحياة وطاحونة المصير
وديع شامخ
صدرت للروائي العراقي علي بدر مؤخرا رواية جديدة بعنوان( صخب ونساء وكاتب مغمور) وهي الرواية السادسة لعلي بدر بعد ( بابا سارتر، الطريق الى تل مطران، شتاء العائلة،الوليمة العارية، جلال خالد في بومباي).
الرواية عند علي بدر هي حكاية أولا من حيث أنها وعاء إطاري لمعالجة الرسالة الأدبية بحكايات متداخلة في جنس الرواية ،الذي رسخه علي بدر في كل رواياته الصادرة جاعلا من الرواية أداة كشف معرفية بكل ما تحمله هذه الأداة من سطوة الرصد والتحليل والتوصيف والنقد للفضاء الكلي للمجتمع العراقي الحديث.-الذي تخصص علي بدر في معالجته من زوايا متعددة في أعماله المشار إليها-.أي ان الرواية عند بدر ليست رسالة أدبية جمالية فقط، بل هي منظومة محكمة لتجلي المعرفة سرديا و الخوض بطرح التفاصيل الدقيقة في نسيج الهامش الواقعي محاولا تهشيم المنظومات المركزية بوصفها منظومات سردية وهمية تنتجها مراكز الثقافة الرسمية في معالجة ساخرة وفنطازية . والسمة المهمة لروايات علي بدر هي عراقيتها ومحليتها غير المحكومة بالمحلية كواقع متعين بالضرورة، بقدر انفلاتها وتعاليها عن الطرح التاريخي أو التسجيلي أو روايات الواقعية وتيار الوعي، التي شهدها المنجز الروائي العراقي في بعض نماذجه التقليدية ، عبر امتلاك رواية بدر لرؤية شمولية متعالية-بالمعنى المعرفي- ومنفصلة عن الواقعة والحدث تاريخا وحاضرا، كانتماء أو حيازة .وكما يشير الروائي التشيكي ميلان كونديرا الى (ان الرواية هي التي تمزق الستار بتسديد لكمة للنفاق والذي يسميه المجتمع – قواعد السلوك الصحيح-) إذ يعتمد علي بدر على (تقنيات خاصة يُسوغ بها أفكاره ، ورؤيته للعالم ، وللتاريخ… فهو يستخدم السرد وسيلة للتورط الجريء في القضايا المثيرة والحساسة … وهو يفجر عبر الأحداث سيلا من الأفكار تتخطى الرواية من خلال سجن التقليد ، وتتجاوز السرد التقليدي نحو الأحداث بشكل عام) كما تذهب الكاتبة اللبنانية جينا كسّاب.
كما نأى علي بدر في الرواية عن الوقوع في فخ المعالجة العقائدية المتحجرة والفلسفية الاسكولائية الفجة، والمغامرات الأسلوبية الحداثوية.كما نؤشر لعلي بدر أهميته في المشاركة الفاعلة بتأسيس ثقافة منفلته من شروط الحقل الأدبي الاستعارية تحديدا، لانتاج متن ورسالة أدبية متعالية رؤيويا لمساءلة ونقد كل أنماط التشكيلات المجتمعية العراقية وعلى كافة الصعد، ومراجعة نقدية شاملة للعقل العراقي ولمعطياته التاريخية والواقعية بإطار معرفي إنساني وشمولي. وكما يذهب كونديرا في مفهومه للرواية بوصفها ،مقلقة ولا يمكن ان تكون محلية ضيقة، برغم معالجتها للهموم المحلية، ولكنها تتميز برؤيتها الإنسانية خارج سجون الانتماء للقبيلة والطائفة والدين والأمة ، الرواية هي المتن المعني بالشك فيما اجمع عليه المجتمع كحال العلم والفلسفة الحديثة. كما نشير الى استخدام السارد العليم للهجة العراقية في الحكاية الروائية بشكل حاذق لملء الفراغات بين الأداء السردي العام ومهمة ودور الشخوص ومستوياتهم الفكرية ومزاجهم النفسي في الأداء الجمعي لإنجاز مهمة الحكاية المتشظية.
(متوالية الخطأ وتكرار البدايات )
لعل السمة المشتركة لمشروع علي بدر الروائي هي معالجة مصائر الشباب المثقفين العراقيين بعد الحروب، ولا تشذ هذه الرواية عن هذا الأمر، فهي تروي قصة شاب متسرح من الخدمة العسكرية بعد حرب الخليج الأولى يحلم بان يصبح كاتبا مشهوراً.ومن هذه الزاوية يدخلنا الروائي –ولا أقول الرواية- لطغيان سلطة السا
صخب ونساء وكاتب مغمور
- 02/08/26
صخب ونساء وكاتب مغمور .. رواية جديدة للروائي العراقي علي بدر
المدى الثقافي
صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية صخب ونساء وكاتب مغمور للروائي علي بدر التي تدور حول عالم صاخب من النساء والفنانين والشعراء المزيفين الذين يتجمعون في استوديو صغير في بغداد، حيث تدور أحداث حياة الكاتب المغمور الذي يحلم بكتابة رواية يحصل من خلالها على المال والجوائز والنساء، ونتعرف من خلال هذه الرواية على مشهد الشعراء والفنانين البوهيميين والصعاليك الذين يعيشون على حساب الآخرين أيام الحصار على العراق، مستخدمين براعتهم في الخداع والتزييف والحيل لاستمرار حياتهم وتكريسها للأدب والفن، عالم من التظاهر الكاذب، والعيش على الهامش، ومجموعة من الشعراء المحتالين الذين يحيطون بـ(وليد) الخارج تواً من القصص الغرائبية والفنطازية، فهو دجال ومخادع بشكل صاخب، جاء إلى العراق كما يقول بسبب الحرب اللبنانية، غير أن وسامته ومظهره الأرستقراطي وصلعته الفينيقية تشفع له على الدوام، بل وتغري بشكل مطلق لتصديقه والتواطؤ السافر معه، ادعى عند قدومه إلى بغداد بأنه وليد عقل ابن الشاعر اللبناني سعيد عقل، وقد كان يكتب قصائد سريالية لا علاقة لها بقصائد والده، ويتسلم رسائل من كل المعجبين بسعيد عقل في بغداد، ولكثرة الأدباء العديمي المواهب الذين عملوا في تلك الفترة في الأعمال الحرة، كان وليد يعيش تبطله اللامحدود على حسابهم: مطاعم فاخرة، أوتيلات، ديسكوات، بارات..وكان يتسلم منهم قصائد يدعي إنه يرسلها إلى والده، والآخر يكتب ردوداً وتقريضات بارعة، لقد جعلهم هذا اللص الودود يعيشون أوهاماً لا حدود لها.
وهنالك كاتب الروايات المغمور الذي يتسرح من الجيش بعد حرب الخليج الثانية فيشتري طابعة صغيرة ويسكن في أستوديو صغير يورثه عن جده في الكرادة، ويحاول كتابة رواية تمنحه الشهرة والمال متنافسا مع نجيب محفوظ، فيلتقي هناك بعباس مصلح الساعات السمين والأحمق والذي كان يعرفه منذ أيام مراهقته، فعباس كان قد التقى بفتاة مغربية " عيشة بنت سعيد" جاءت إلى بغداد ضمن وفد رياضي واتفقا على الزواج، وكانت ترسل رسائلها بالفرنسية تطلب منه المجيء إلى طنجة ليتزوجا، غير أن عباس لا يملك المال الكافي فيطلب منها أن تبعث له بالمال كي يسافر فترفض وتقول له بأنه حينما يصل إلى طنجة ستعوضه عن خساراته، فيدخل الكاتب المغمور إلى المشهد بعد أن يتفق مع عباس الذي لا يعرف الفرنسية لترجمة الرسائل التي تبعثها عيشة إليه ويقوم بكتابة الرسائل لعباس بالفرنسية إلى عيشة لقاء مبلغ من المال، ومن هنا يحاول أن يصنع لنفسه دورا كي يسافر هو الآخر إلى طنجة، غير أن الرسائل تدور في حلقة مفرغة، فعباس يريد منها أن ترسل له مالا كافيا كي يستطيع السفر والوصول إلى طنجة، وعيشة تطلب منه أن يأتي إلى طنجة وبعد ذلك يحصل على ما يريد، فيقنعه الكاتب المغمور ببيع محله والسفر إلى طنجة غير أن الكاتب المغمور يضيع مال عباس بمغامرة نسائية، ويضطر لبيع الأستوديو الذي يسكنه ويعطيه لعباس ليسافر إلى طنجة على أمل أن يسحبه معه بعد أن يتزوج الأخير ويستقر هناك، عباس يسافر إلى طنجة غير أن أخباره تنقطع كليا، فيعيش البطل قلقا مدمرا، فيكتب إلى عيشة رسالة يسألها فيها عنه، فتجيبه بأن عباس لم يصل إلى طنجة مطلقا ولا تعرف مصيره غير أنها عرفت بأن من كتب الرسائل الغرامية ليس عباس إنما هو، ولذا تطلب منه أن يأتي إلى طنجة ليتزوجا، فيطلب منها أن ترسل له المال لأنه لا يملك المال الكافي كي يسافر، غير أنها ترفض ذلك وتقول له عليه أن يأتي أول
علي بدر.. وبغداد المسكونة بالسخرية والبكاء
صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواية بعنوان "صخب ونساء وكاتب مغمور" للكاتب العراقي علي بدر، يبرز فيها مزيج من الشعرية والسرد وسخرية مؤلمة تحدث في النفس ردود فعل ذات حدود مائعة يلتبس فيها الضحك بالبكاء.
والعمل في كليته يشبه لوحة ملونة رغم أن منمنماتها لا تتداخل بل تتجاور، وما يجمعها هو أن تفاصيلها الكثيرة تندرج ضمن إطار عام اسمه الوطن أو بغداد التي تختزله في المبهج على ندرته.. والمؤلم الذي طغا على الحياة.
يبدأ بدر روايته بكلام يشكل أساسا لما جاء فيها لاحقا.. إنها أجواء مغلقة تضيق بها الأنفاس وكل يسعى إلى الخروج خاصة هؤلاء الذين يحبون الحياة والسفر والمرح والسخرية، الذين يصفهم بأنهم ثعالب.
تحت عنوان "هجرة الثعالب" يصف لنا نمط حياة جماعة في بغداد تبدو كأنها شريحة صغيرة تمثل الجماعة الكبيرة أو كثيرا من أفرادها.
يقول "كنا الثلاثة ذلك العشاء نتناول عشاءنا بصخب في مطعم فولكلوري صغير يقع في الطابق الثالث من فندق ميليا المنصور في بغداد.. المهاجر العراقي الذي يقطن في لندن منذ 10 أعوام، وصديقته الشابة التي وضعت على رأسها قبعة غريبة، وأنا كاتب الروايات المغمور... قلت له: أريد أن أهاجر بأي سبيل.. أريد أن أغادر ألى الأبد.
كان يدرك أن هذه الحمى حمى السفر والهجرة لا سبيل إلى علاجها بعد أن ضربت بعقول العراقيين جميعا. ومثلما كان كل حمال في بغداد يريد أن يصبح السندباد في أسفاره، وكل تاجر في البصرة يريد أن يصبح ابن هبار أو سليمان التاجر في رحلات الحسن السيرافي، فإن كل بائعة خضرة في أسواق بغداد هذه الأيام تريد أن تهاجر إلى هولندا".
وتحت عنوان "مشهد" ينقل لنا أجواء المدينة بتصوير واقعي ذكي نفاذ فيقول "دخلت وسط عمارات الموظفين بشققها الضيقة وبالكوناتها التي تحولت إلى معرض للملابس المغسولة والمشرورة".
وينقلنا إلى أجواء الشارع ليقول "فجأة أصبحت أمام السوق.. باعة السمك.. بسطات الخضرة والفجل والبصل والخباز والسلق... الإسكافيون الذين يجلسون على الأرض والقنادر (الأحذية) العتيقة معلقة على الحيطان.. باعة السجائر المفردة.. باعة الأدوية الطبية.. المقوي الجنسي.. مكافحة الصلع".
في الرواية جو من الشبق الجنسي وقصص نضال سياسي وسجون وغنى وفقر وطيبة وخبث وخيبات تدفعها الخمرة إلى ما يوهم بالنسيان، وسعي دائم إلى السفر بأي وسيلة ووقوع في أحابيل المحتالين, فبعدما أدت قذيفة إلى مقتل أحد الأصدقاء -كما تحكي الرواية- وقد جعله الظلم يعيش بوجوه وأسماء وشخصيات مدعاة من جنسيات مختلفة، وهو فعلا عراقي متستر يعيش غريبا في بلاده.. يصل بطل الرواية إلى حال ساحقة من اليأس الكلي ومن إدانة الذات والقسوة عليها